
أتابع منذ أيام عبر وسائل التواصل الإجتماعي بعض التعليقات على تصريحات منسوبة لشخصية سياسية موريتانية من أمام مقر الاتحاد الاوروبي ببروكسل، وقد استدعت مني تلك التصريحات والتعليقات أن أوضح بأن علاقات الجمهورية الاسلامية الموريتانية اليوم ومكانتها الدولية والسياسية والدبلوماسية ودورها في محيطها العربي و الافريقي و الإقليمي وحضورها في مختلف المحافل العالمية يجعلها خارجة عن دائرة المنظمات التي تدّعي أنها حقوقية؛
فتحت قيادة صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني شهدت موريتانيا "تحولا اقتصاديا" نال ثقة الشركاء في التنمية وعزز علاقاتها مع الممولين وفتح المجال أمام المستثمرين المحليين والدوليين، كما فتح أبواب التعاون مع الشركاء في التنمية خلال رئاسته لمنظمة الوحدة الافريقية وجعل منها عضواً في G20 و حصل على إجماع ضرورةً عضويتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي وفي نفس السياق نجحت موريتانيا في رئاسة البنك الأفريقي للتنمية وهو أكبر موسسة مالية في القارة.
تلعب موريتانيا، اليوم أدوارا مهمة على عدت جبهات من بينها محاربة الإرهاب من خلال مقارباتها الأمنية المعروفة والمتميزة وكذلك مشاركة قواتها المسلحة في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والتي تم تكريمها في عدة مناسبات مختلفة.
كما تساهم موريتانيا اليوم، في مكافحة الهجرة غير الشرعية بالتعاون مع أصدقائها وحلفائها في المنطقة وخارجها كما تحتضن على أراضيها آلاف اللاجئين الماليين والأفارقة من مختلف الدول على حسابها وهو المجال الذي كان يتعيّن على المنظمات التي تدّعي بأنها حقوقية الإشادة به داخل وخارج البرلمانات الأوربية والدولية، فكيف لبلد يقوم بهذه الأعمال الخيرية والانسانية والاجتماعية أن يتهم بالعنصرية اتجاه فلذات أكباده؟ أليس ما نقوم به اتجاه اللاجئين الأفارقة السود دليل قاطع على عدم عنصريتنا؟
وعلى أساس هذه العناوين الموجزة يدرك الجميع أن القوة الرأس مالية والدول الكبرى ومعظم التكتلات الاقتصادية والاستثماريّة تتنافس اليوم على موريتانيا بوصفها دولة مصدرة للغاز وقريبا ستشرع من خلال أكبر مشروع في أفريقيا لتصدير الهيدروجين الأخضر إضافة إلى مخزونها الهائل من الحديد والذهب وثروتها السمكية المعروفة بمنافستها في الأسواق العالمية ومخزونها من النحاس والفوسفات واللائحة تطول …
وعلى هذا الأساس تصبح محاولة المسّ من سمعة موريتانيا من خلال مجالسة بعض النواب في المقاهي البلجيكية والاوربية يعتبر اتجاها معاكسا للصعود الدبلوماسي والاقتصادي والسياسي الذي تشهده موريتانيا وبشهادة الجميع.