
ليست "بطحت ميت" مجرد بلدية ريفية، بل هي قلعةٌ حصينةٌ من قلاع المقاومة، ودرعٌ صلبٌ لم تعرف الهوان. على أديم أرضها الطاهرة، سالت دماء الشهداء دفاعاً عن الكرامة والحرية، وتجذّر فيها حب الانعتاق
في معركة "ميت" التاريخية عام 1904، سطّر الأجداد بدمائهم الزكية فصلاً من البطولة، حين استشهد 33 بطلاً، وسقط سبعةٌ من قوات المحتل الفرنسي. كانت تلك المعركة تجسيداً لتحالفٍ أسطوريٍّ بين الأميرين بكار ولد اسويد أحمد وأحمدو ولد سيدي اعلي في مواجهة مشروع كبولاني الاستعماري.
وإذ تُسجّل "ميت" بأسطرٍ من نور قصة كفاحها ورفضها للخنوع والاستكانة، فإنها تؤكد اليوم أن روح المقاومة لا تزال حيةً، وأن أبناءها يواصلون حمل راية العزة، مستلهمين من تاريخ أجدادهم فصولاً جديدةً من البناء والعطاء
و يأتي تنظيم مهرجان ميت للتنمية و الثقافة و السياحة اليوم استحضارا لذلك الماضي التليد و تجسيدا لحاضر يواصل أبناؤه فيه حمل راية العزة، مستلهمين من تاريخ أجدادهم فصولاً جديدةً من البناء والعطاء.
بتار الملقب يعقوب الشرفھ



