إدوم عبدي اجيد يكتب .. بين الواقع و المصالح الدولية

اثنين, 01/09/2025 - 17:54

في عالم لم يعد مستغربًا أن تسعى أي دولة، صغرت أم كبرت، إلى خدمة مصالحها ولو على حساب المبادئ والقوانين الدولية. فالقوة اصبحت مرهونة بالسيطرة على  مصادر العلم وجمع و تحاليل البيانات التي لم نعد بحاجة إلى إذن مسبق من أخذها من أي دولة تظن امتلاكها 

لقد كنا نتصور أن بعض القوى الكبرى تحمل رسالة إنسانية وأخلاقية، غير أن الواقع كشف أنها أقرب إلى "شركات تجارية عملاقة" لا همّ لها سوى البقاء في الصدارة، عبر التوسع العسكري أو توظيف القوانين بما يخدمها. بل وصل الأمر إلى تفويض بعض الدول للقيام بأدوار مرسومة منذ تأسيسها أو أسست أصلا لذلك الغرض مستخدمة البيانات للوصول إلى أهدافها ولو كان الهدف هو اغتيال البشر.

أما نحن، فبين الحين والآخر نسمع أصواتًا تصف بلدنا بأنه غني، وكأن العالم يجهل ما تحتويه أرضنا من موارد متنوعة ! لكن الحقيقة أن ثرواتنا كانت معروفة بفعل تطور العلم و التحكم في البيانات و جمعها بالوسائل التقنية الحديثة .
، لقد أستغل منها ما استغل و أمٍمَ ما أمٍمَ ولن يتوقف الساعون إلى استغلالها ما دمنا لا نمتلك القدرة الوطنية والبشرية و العلمية اللاّزمة و الكافية لضمان حمايتها و حسن استغلالها و تسييرها.
 
في ظل هذا الواقع، لا خيّار لنا سوى التمسك بوحدتنا الوطنية، والحفاظ على أمننا، فهما المدخل الرئيسي في إضعاف كل بلد وتخريبه و العمل على استغلال مواردنا بعقلانية وبُعد نظر، بعيدًا عن التّسرع و الشعبوبية في القرارات. فالتوفيق بيد الله، وعلى من أوكلت إليهم مسؤولية قيادة البلاد أن يتعاملوا مع التحديات برحمة وحكمة، إدراكًا منهم لخطورة المرحلة وتشابك المصالح.

إدوم عبدي اجيد