
تشهد الساحة في هذه الفترة تحركات سياسية يُقدَّمها البعض على أنها استجابة لنداءات وطنية جامعة، غير أنّ المتابع يدرك أنّ وراءها طموحات أخرى وسعياً متواصلاً لتحقيق مكاسب متعددة.
فالأحزاب ما زالت تتأسس بوتيرة متسارعة، والصراع على نيلِ الإعتراف والشرعية على أشدّه، فيما يظل الحوار الوطني على الأبواب وسط ترقّب واسع لمخرجاته المحتملة.
هذا المشهد أتاح لبعض الأطراف استغلال الظرف في مسارات قد لا تكون مألوفة جمهورياً ولا سياسياً، وهو ما يعكس إمّا تراجعاً في دوافع الحراك أو نتيجة طبيعية لسياسات النظام في إدارة الوضع.
وقد أعيدَ التذكير بالتوجيهات الرسمية التي تمنع التظاهرات "ذات الطابع القبلي أو الفئوي"، غير أنّ هذه التوجيهات لم تُحترم كما ينبغي، ولم تحافظ التجمعات على طابعها الأصلي، فحلّ التشرذم محلّ الانسجام، وانحرفت بعض التنظيمات التقليدية عن مسارها الطبيعي القائم على التكافل الاجتماعي، لتفسح المجال أمام أشكال من التهور القيادي والاجتماعي.
ولم يسلم من دخول هذه الحلبة شاب أو مثقف أو حتى ميسور حال، كلٌّ من زاويته ومنظوره..
ومن هنا، فإنّ تقويم الوضع أصبح ضرورة مُلحّة لا تحتمل التأجيل، على أن يكون استقرار البلد ووحدته نصب أعين الجميع.
_______
ادوم عبدي اجيد