
في قلب ولاية كوركول، حيثُ تتنفس الأصالةُ عبيرها، وتتراقصُ ألوانُ الفن، تكتسي مدينة مونكل حلةً جديدةً، وهي تستعدُ لاحتضان مهرجان "منتخبي وأطر لعكيلات". هذا الحدث الثقافي الفريد يأتي قبل أيام قليلة من انطلاق مهرجان "علب امزماز"، ليؤكد مكانة مونكل كـرئةٍ تتنفس منها المنطقة.
مونكل، مدينةُ العلم والعلماء، لا تزهو فقط بتاريخها العريق ومحاظرها التي أنارت دروب الأجيال، بل تتميز أيضًا بمناظرها الطبيعية الخلابة. من مآذنها الشامخة، تتلألأ قصةٌ من الإبداع، حيث تتجسد مبادرةُ الأطر في لمساتٍ فنيةٍ تجعل منها واحةً ثقافيةً فريدة. إنها مدينةٌ تنسج من تراثها الأصيل لوحةً فنيةً، وتُزين حاضرها بجمالٍ يسرُّ العين ويُثري الروح.
تضم هذه المدينة، التي تُعدّ خزانًا كبيرًا في الولاية، خمس بلديات (مونكل، ميت، ملزم، تيشط، بكل، آزكليم) تشكل أحد أضلاع "مثلث الفقر". تنتظر مونكل من هذه المبادرة، التي _تخطت التجاذبات السياسية،_ أن تكون بدايةً لتصالح الأطر مع الساكنة ونهضة تنموية شاملة.
الأمل معقود على أن يكون هذا المهرجان انطلاقةً فعليةً، لا مجرد وهجٍ يزول سريعاً، لتعود الأطر إلى قلاعهم العاجية في العاصمة، ويُترك المواطن المونكلي المطحون وحيداً في وادي المعاناة. فهل ستحمل هذه المبادرة في طياتها بذور فجرٍ جديد، أم أنها ستُضاف إلى ركام الأماني الموؤودة؟
بتار الملقب يعقوب الشرفه